تابعت/ فاطمة العامرية
تحولت الطائرات الورقية من مصدر بهجة وسعادة للأطفال والشباب إلى مصدر قلق
وقد كان لكفر الشيخ نصيب في تلك الحوادث بوفاة طفل عمره 7 سنوات، غافل شقيقه ووالدته وصعد من الطابق الرابع للسطح الطابق السادس بالعمارة التي تقطنها أسرته، وما هي إلا دقائق فقط، حتى سمع شقيقه الأكبر محمد ،12 سنة، صوت ارتطام، وعندما نظر لمنور العمارة وجد شقيقه ملقى على الأرض وجزء من البنطلون معلق بجانب أحد الأسلاك، وخرجت والدته مسرعة لسماع صوت الارتطام لتجد طفلها بين الحياة والموت.
وذكر محمد سعيد السيد ،12 سنة، شقيق الطفل أحمد، ضحية الطائرة الورقية: لقد اعتدنا على التواجد بالشقة لا نخرج لخوف والدتنا علينا من فيروس كورونا المستجد كوفيد19، ويوم الاثنين قبل الماضي، طلبنا منها أن نجلس أمام باب الشقة ، وكنت مشغولا باللعب بأحد الألعاب ، ومعطي ظهري للسلالم ، وفجأة سمع صوت ارتطام ، فنظرت خلفي وحولي لم أجد شقيقي ، وعندما نظرت للمنور مصدر الصوت وجدت شقيقى ملقى على الأرض
وقال محمد سعيد السيد ،12 سنة، شقيق الطفل أحمد، ضحية الطائرة الورقية أن شقيقه غافله وصعد لسطح العمارة أعلى الطابق السادس عن طريق سلالم حديدية بعد الدور السادس، ومعه الطائرة الورقية، والتي لم يلعب بها إلا مرتين فقط ، مؤكداً أن شقيقه رحمه الله كان طيبا وكانا يلعبان معاً وينامان في حجرتهما.
وأكد والدة الضحية ، أن نجلها أحمد عمره 7 سنوات ، وكان طيب القلب ، يطيعها وسيرته طيبة ، لم يفتعل مشكلة مع أحد من أطفال جيرانه ، وصام رمضان الماضي كله ، وقبل موته بأيام كانت تعلمه الصلاة ، لرغبته في ذلك ، مشيرة إلى أنها كانت ترفض خروج أنجالها ” أحمد ، محمد ، رحمة “من الشقة خوفاً عليهم من كورونا ،وأنها اشترت له طائرة ورق وكان يلعب بها في الشارع ، وقامت بضربه مرتين لمنعه اللعب بها ، ويوم الحادث سمحت له وشقيقه اللعب أمام الشقة في الدور الرابع ، وكانت تعد لهم الطعام ، ولم تكن تتوقع أن يغافل أحمد شقيقه محمد ، ويصعد لسطح العمار ليلعب بالطائرة الورقية ،وفجأة سمعت صوت ارتطام ، وخرجت لتعرف سبب الصوت فعلمت أن نجلها أحمد سقط بالمنور .
وقالت والدة الضحية، أنها نزلت مسرعة، وتم نقل نجلها لمستشفى فوه لإنقاذه وحاولوا إنقاذه ولكنه مات وبعد أخذ أقواله، صرحا النيابة بدفنه رحمه الله، مطالبة كل أم ألا تترك أولادها يعلبون بالطائرة الورقية، ومن لديهم طائرة فليمزقها، حتى لا يتعرض أطفالهم مثلما تعرض نجلها، مضيفة: العيال مش هتموت من الحبسة ولكن تموت في خروجها إما بكورونا أو بسبب الطائرات الورقية.
وقال محمد محمد منصور، زوج الأم، إمام مسجد بفوه، أن أحمد كان من الأطفال الطيبين الهادئين ، وعندما تزوج والدته كان عمره عامين ، فهو بمثابة ابنه لأنه رباه ، وكان يحبه ، فكان هادئ الطباع مطيعا.
ونصح كل الأباء والأمهات بمنع أطفالهم باللعب بالطائرة، مؤكداً أن اللعب بالطائرات الورقية انتشر بطريقة كبيرة خاصة وقت العصر، مشيراً إلى أن بعض من سمعوا بما تعرض له أحمد منعوا أطفالهم من اللعب بالطائرات الورقية.
وذكرت جدة أحمد لوالدته، أن قلبها محروق على فراق حفيدها، فقد وهبه الله جمالاً وهدوئاً، ورقة قلب، فقد كان مطيعاً، سائله الله عز وجل أن يكتبه من الشهداء الأبرار، مطالبة كل أم بعدم السماح لأطفالهم بشراء الطائرات الورقية.
وكان اللواء محمود حسن، مدير أمن كفر الشيخ، قد تلقى إخطارًا من اللواء هيثم عطا، مدير المباحث الجنائية، يفيد ورود إشارة من مستشفى فوه للتأمين الصحي بوصول الطفل “أحمد.س”، 7 سنوات، جثة هامدة.
وقالت التحريات التي أشرف عليها العميد أحمد سكران، رئيس فرع البحث الجنائي لغرب كفر الشيخ، أن الطفل كان يلهو بطائرة ورقية أعلى سطح الطابق السادس بالعقار محل إقامته، فانزلقت قدمه وسقط أرضًا من أعلى السطح، ما أدى إلى وفاته.