الدقهلية: الفيديو “المزيف” الذي هزّ طلخا.. النيابة تحقق في اتهامات بالضرب والسرقة تتهاوى أمام التحريات
(كشف التحقيق والفحص الدقيق للوقائع تفاصيل قضية تداولها النشطاء على وسائل التواصل)
في عصر تتسابق فيه المقاطع المصورة على مواقع التواصل الاجتماعي لنيل السبق الإخباري، تبرز أحيانًا قصص تثير الغضب والاشمئزاز، ليكتشف الجميع لاحقًا أنها مبنية على أوهام وأكاذيب. هذه كانت الحال في الواقعة التي هزّت الرأي العام في دقهلية، حيث تداول نشطاء مقطعًا مدعومًا بمنشورات عاطفية يدّعي تعرض أسرة للضرب المبرح والسرقة من قبل جيرانهم. لكن تحريات الأجهزة الأمنية والنيابة العامة كشفت غطاءً آخر للقصة، لتحولها من قضية تعاطف إلى نموذج صارخ لاختلاق الأكاذيب وتضليل العدالة.
تفاصيل الواقعة من واقع التحقيق الرسمي:
بناءً على التحقيقات، فإن بداية الخيط كانت بتاريخ 4 من الشهر الجاري، حيث تقدم المشكو في حقه (طرف القضية الأول) ببلاغ إلى مركز شرطة طلخا في الدقهلية، أفاد فيه بتعرضه للاعتداء بالضرب من قبل جارته (“الشاكية”) وزوجها، مما أدى إلى إصابته، على خلفية خلافات بين الأسرتين حول أمور الجيرة وألعاب الأطفال.
وبالانتقال إلى طرف النزاع الآخر، قامت الشرطة باستدعاء الشاكية وزوجها للاستماع إلى روايتهما. وقد أنكر الاثنان تمامًا ما نُسب إليهما من اتهامات بالضرب، وقلبا الطاولة باتهام الطرف الأول (المشكو في حقه) وابنته وشقيقته، بتعديهم عليهما بالضرب أيضًا وتهديدهما بـإضرام النيران في شقتهما لنفس الخلافات.
ضبط شخص بتهمة التعدي على قطة بعصا خشبية في الإسكندرية – للمزيد اتبع الرابط التالي – https://www.nesral3roba.com/?p=136567
كشف التناقضات وانهيار رواية “الشاكية”:
هنا بدأت رواية الشاكية التي نشرتها على السوشيال ميديا في الانهيار. فبخلاف المقطع المتداول الذي ادعى تعرضها للضرب وتحطيم محتويات شقتها وسرقة قرط ذهبي تابع لابنتها، كشفت تحريات الجهات المختصة عن حقائق مغايرة تمامًا:
- عدم وجود إصابات: ثبت أن الشاكية وزوجها لم تظهر عليهما أي إصابات تتناسب مع ادعاءات الاعتداء المبرح.
- اختلاق قصة التحطيم والسرقة: تبين بشكل قاطع عدم صحة ادعاءات الشاكية بشأن تحطيم محتويات شقتها أو سرقة أي قطعة ذهبية، مما يضع علامة استفهام كبيرة حول مصداقية المقطع والفيديو المُتداول ودوافع نشره.
- معلومات جنائية للزوج: إشارة التحقيق إلى أن للزوج (“معلومات جنائية”) تضيف بُعدًا آخر للقضية، وتسلط الضوء على الخلفية الأمنية لأحد أطراف النزاع.
قضية الدقهلية هذه ليست مجرد نزاع جيرة عادي، بل هي درس صارخ في قوة التأثير المظلم لوسائل التواصل الاجتماعي عندما تُسخر لنشر الأكاذيب. لقد نجحت الأجهزة الأمنية والنيابة العامة في كشف الحقيقة من تحت أنقاض الادعاءات الكاذبة، مؤكدةً أن القانون هو الفيصل وليس الضجيج الإلكتروني العاطفي. وفي حين تواصل النيابة العامة تحقيقاتها للوصول إلى الحقيقة الكاملة ومعاقبة من يستحق العقاب، تبقى الحادثة تذكيرًا للمجتمع بأهمية التمحيص والتثبت قبل تداول أي خبر، وعدم الانسياق وراء المقاطع المصممة لاستغلال المشاعر، فالحقيقة دائمًا ما تكون أقوى من أي فيديو مُزيّف.
اترك رد
View Comments