بقلم الشاعرة / نجاة فؤاد البهلول
متابعة المستشار الإعلامى والثقافى / سامح الخطيب
عندما يولد الطفل يخرج من ظلمة رحم الأم الي رحم الدنيا ونورها
ويوضع في #لفه من القماش الأبيض، لا يملك أي شئ لنفسه في هذه الحياه
ومع مرور الزمن
الطفل يشب علي يديه وقدميه ويحبو، ثم يبدأ أولي خطواته ويبدأ يمشي بعد ذلك علي قدميه
ثم يترك ثدي أمه ويأكل بيديه، وينطق أولي حروفه وكلماته
وينبت له شعرا جميلا، وأسنانا قويه، وتبدأ شقاوته المعروفه لدي كل الأطفال.
(ما بين الطفوله والشباب)
يصير الطفل شابا مفتول العضلات ممشوق القوام
والفتاه تصبح أنثي ذات عينان ساحرتان، وشعر طويل خيال، وجسد تحافظ علي رشاقته،
وكلا منهما يتباري في أظهار مميزاته ونجاحه وبطولاته.
(ومع مرور السنين تبدأ الغفوات)
وفي أول الغفوات يتم الدخول في سباق مع الزمن وحرب نفسيه بارده، وهي من سيخطف الأبصار؟
من سيكون رقم واحد في شياكته وأناقته جماله وقوته ونفوذه وماله؟
من يستطيع أن يمتلك كل شئ؟
من نجمه سيسطع في السما ويتلألأ؟
من ستتزوج رجل ذو مال وجاه وسلطان؟
من سيرزق بالبنين والبنات؟
أولاد من سيتفوق في دراسته ويعتلي أعلي المناصب؟
من سترث أمها في جمالها ودلالها؟
ويعيشوا في حروب وحروب
وفي ( غفوة الزمن)
الشاب مفتول العضلات ذو المال والجاه يصير كهلا، لا يستطيع الوقوف علي قدميه، ولا ينصب ظهره ويرفع قامته بشموخ كالسابق
وملكة الجمال أعتلي الشيب رأسها، وذبلت عيناها وذهب بريقها، وأنحت قامتها وترهل جسدها الممشوق
وفي غفوه أخري من الزمن كلا منهما يشاهد حقيقة الدنيا بنفسه ويوقع عليها بحروف أسمه، ولكن مداده لست أحبارا، بل من دماءه وأعصابه وسنين عمره
فقد وصلا الي بدايتهما
تساقط شعرهم وأسنانهم، وأنحت قامتهم، وعجزت أرجلهم عن حمل أجسادهم، وضعفت أبصارهم،
بل نفذ رصيدهم من الحياه
رجعوا كما كانوا كالأطفال، ولكن أطفالا كهولا لا يقوون علي أي شئ
يحتاجون لمن يخدمهم ويدللهم، ويجفف لهم دمعتهم التي تسيل من عيونهم علي ضعفهم وذلهم وعجزهم
وفي هذه اللحظه يتقين كلا منهما أنهما كما ولدوا ووضعوهما في #لفه من القماش الأبيض، سيتركون الدنيا ويضعوهم أيضا في لفة القماش الأبيض
ويدركون أن مابين اللفه الأولي واللفه الثانيه أن الدنيا دوختهم وهلكتهم في مليووووون لفه
فكما خرجوا من ظلمة أرحام بطون أمهاتهم سيدخلون ظلمة رحم القبور، ولا يملكون شيئا مما تصارعوا عليه طيلة حياتهم
إلا من أتقي الله وعمل عملا صالحا
فالدنيا حلم بل غفوه سنعيش فيها أيام وسنين وعندما تستيقظ من هذه الغفوه، سنجد أنفسنا نحاسب بين آيادي الله الرحمن الرحيم.
اللهم ارزقنا صالح الأعمال، وحسن الخاتمه.