المرأةُ والتراثُ المِصري «رؤية فلسفية معاصرة»

المرأةُ والتراثُ المِصري «رؤية فلسفية معاصرة»
المرأةُ والتراثُ المِصري «رؤية فلسفية معاصرة»

المرأةُ والتراثُ المِصري«رؤية فلسفية معاصرة»


Pink Purple Gradient Ebook Workbook 7

بقلم: د. عزة محمود علي….

في عُمقِ التاريخ المصري، تقفُ المرأةُ كشاهدٍ وشريكٍ في صياغة الحضارة، لا كعنصر تابع أو ثانوي. فالمرأة المصرية مُنذ فجر التاريخ كانت جزءًا من نسيج المجتمع، تُمثل قيم الأمومة والحكمة والإبداع، وتتجلى في الأسطورة، والفن، والدين، والتقاليد الشعبية.

ينطلق هذا المقال من رؤية فلسفية ترىٰ في المرأة ليست فقط كيانًا بيولوجيًا أو اجتماعيًا، بل رمزًا كونيًا يحملُ المعنىٰ والتاريخ والهُوية.

وسوف نحاول أن نتتبع كيف حافظت المرأة علىٰ التراث المصري، وكيف جسدت هذا التراث في حضورها الرمزي والمعرفي، وما الدروس الفلسفية التي يمكن استخلاصها من هذا الدور.

أولًا: المرأة في قلب الميثولوجيا المصرية

الفكر المصري القديم كان يرىٰ في الكون توازنًا بين المُذكر والمُؤنث. ولعل أبرز تجليات ذلك يظهر في الإلهات الإناث مثل:

إيزيس: رمز الوفاء، المعرفة، وحامية الأسرار المقدسة؛ هي من أعادت جسد أوزوريس للحياة، ومن علمت البشرية الزراعة والطب.

نُوت: إلهة السماء، الحامية لكل من يموت ويولد.

ماعت: إلهة الحقيقة والعدالة والنظام الكوني.

هؤلاء الإلهات لم يكنّ مجرّد رُموز دينية، بل كنّ نماذج فلسفية تمثل مفاهيم كونية. فإيزيس تمثل المعرفة الأمومية؛ وماعت تمثل الضمير الأخلاقي الكوني الذي تقوم عليه فكرة العدالة في الدولة والمجتمع.

من هنا يمكن القول:

أن المرأة في الفكر المصري القديم لم تكن مجرد أنثىٰ، بل تجسيدًا لمبادئ فلسفية عُليا.

ثانيًا: المرأة ك راوية ومُحافظة علىٰ الذاكرة الثقافية

في الريف والصعيد والمُدن، كانت المرأة حافظة التراث الشفاهي:

تُغني الأغاني الشعبية التي تحفظ التاريخ.

تروي الحكايات والأساطير التي ترسّخ الهوية.

تمارس الحرف اليدوية التي تعيد إنتاج الجمال المصري القديم.

الفلسفة ترىٰ في هذا الدور فعلًا إبداعيًا تتجسد فيه الذاكرة الجماعية، فكما يرى الفيلسوف الألماني “والتر بنيامين”، فإن الراوي الشعبي ليس ناقلًا للأخبار بل حاملًا لمعنىٰ التجربة الوجودية.

هكذا، تتحول المرأة المصرية إلىٰ فيلسوفة شعبية، تحفظ بالقول، والغزل، والغناء الهُوية المصرية في وجه التغيّر والزمن.

Pink Purple Gradient Ebook Workbook 8

ثالثًا: المرأة كمُنتِجة للرمز والعلامة:

التراث المصري ليس فقط أهرامات أو معابد، بل أيضًا “رموز” حية:

في الملابس: الجلابية، العباءة، والطرحة، والنقوش اليدوية.

في المطبخ: طريقة إعداد الطعام بوصفها “طقسًا” لا مجرد طهو.

في المناسبات: الاحتفالات، الزغاريد، الموالد، والأعياد.

المرأة هي التي تُشرف علىٰ هذه الطقوس.
والفيلسوف الفرنسي “رولان بارت” يقول: إن الرمز هو لغة المجتمع عن نفسه. وبذلك، فالمرأة هي المُبدعة للغة الرمزية للتراث.

رابعًا: حضور المرأة في الفلكلور والملاحم الشعبية:

من “رابعة العدوية” إلىٰ “زينب” في الموالد، ومن “ست الحسن” إلىٰ “البتّولة” في الحكايات الشعبية، تظهر المرأة بطلةً: تُقاوم الظلم، تحمي الشرف، تُلهم المحبين، تتجلىٰ كرمز للطهارة أو القوة أو التضحية.

هذه الشخصيات ليست شخصيات فنية فقط، بل تجليات فلسفية للمرأة كذات تتحمل المعنىٰ، وتجسّد ما يسميه هيغل بـ”الروح الموضوعية” للمجتمع.

خامسًا: المرأة في التراث ككائن مزدوج:«الحرية والعبء»

من منظور فلسفي وجودي، نجد أن المرأة في التراث المصري تمثل مفارقة:

فهي الحاملة للتراث، لكنها أحيانًا أسيرة له.

هي المُبدعة، لكنها تُسجن في أنماط “الأنوثة المثالية”.

وهذا ما يجعل من دورها مادة فلسفية عميقة للتأمل، كما في فلسفة “سيمون دي بوفوار”، التي تحدثت عن المرأة بوصفها «الآخر الضروري»، لكنها المُقصاة.

وفي التراث المصري، نرىٰ هذه الازدواجية:

في الأمثال التي تُعلي من شأن الأم لكنها تحطّ من عقل المرأة.

في الطقوس التي تحتفي بخصوبة المرأة لكنها تحصرها في الأمومة فقط.

هنا يظهر الصراع بين المرأة كذات تراثية والمرأة كذات حرة.

سادسًا: المرأة المصرية في التراث الحديث – من الصوت إلى السلطة –

من قرنٍ إلىٰ قرن، أخذت المرأة تُغيّر موقعها من “راوية” إلىٰ “كاتبة”، من “مُبدعة خفية” إلىٰ “مُفكّرة” تُعيد تفسير التراث. فشخصيات مثل:
ملك حفني ناصف.
أمينة السعيد.
سكينة فؤاد
قدمن نقدًا فلسفيًا للتراث، لا بهدف إنكاره، بل من أجل تحريره من القيود الذكورية. وهذا هو ما يُعرف في الفلسفة المعاصرة بـ”تفكيك الموروث”، حيثُ لا يُلقى التراث وراء الظهر، بل يُعاد تأويله.

خاتمة: المرأة والتراث…«رحلة تأمل فلسفي»

المرأة في التراث المصري ليست مجرد مكوّن اجتماعي أو دور بيولوجي، بل كيان فلسفي يحمل معنىٰ الوجود، والهُوية، والتاريخ. هي التي تحفظ الحكاية، وتُعيد إنتاج الرمز، وتُقاوم النسيان، وتصنع جمال المعنىٰ في تفاصيل الحياة اليومية.

في مواجهة الحداثة المتسارعة، تظل المرأة المصرية حجر الزاوية في الحفاظ علىٰ التراث لا كجمادٍ ماضٍ، بل كحياة تُعاش وتُعاد صياغتها كل يوم.

لذا، فإن تأمل التراث المصري من خلال المرأة هو تأمل في الروح المصرية نفسها.

 تحية لكل فتاة قررت تتعلم وتعلم غيرها.. وتكتب قصة نجاحها بإيدها 

 للمزيد والتفاصيل الكاملة عن القصة الملهمة:
https://www.nesral3roba.com/?p=135717

1-صوت المرأة..أسرار لا تُحكى: كيف تغيّر المرأة العالم من خلف الستار

“للمزيد: اضغطي هنا- https://nesral3roba.com/?p=131433

2 صوت المرأة ..السر وراء النجاح والتألق بين إيديك!

📢 سيدتي، قوتك في صوتك، وتألقك في حضورك! 🌟 لا تفوّتي الفرصة لمعرفة كيف تصنعين الفرق!اضغطي هنا

صوت المرأة فبراير 2025: السر وراء النجاح والتألق ينتظرك!”

3 – صوت المرأة: هل أنتِ جاهزة لاكتشاف أسرار رمضان؟

اقرئي صوت المرآة كاملًا: https://nesral3roba.com/?p=132293

4_صوت المرأة المصرية أبريل مش بس مسموع… ده بيهز العالم!

من الفن للسياسة، من الإعلام للعلوم، هي دايمًا في الصفوف الأولىصوتها = إبداع + قوة + تغيير

اقروا عن النماذج الملهمة دي في جريدة #نسر_العروبة

من هنا:

5 – صوت المرأة مايو هل تجرؤين على اكتشاف أسرار ممكن تغيّر حياتك؟

من التربية للعلاقة الزوجية، ومن الصحة النفسية لأسرار ما بين السطور!

في حلقة قوية مع منى الشاذلي، هتسمعي كلام مش عادي عن صوتك، حقوقك، واختياراتك!

صوت المرآة ♥️👇🔥

6-“في كل زاوية من حياتنا… هناك امرأة تكتب التاريخ!”

اقرأ صوت المرأة كامل من هنا:

7- صوت المرأة شهر يوليو حسيتي يوم إن صوتك بيتكتم؟ أو إنك عايزة تحكي ومفيش اللي يسمعك؟

📣 “صوت المرأة… نبض المعنى في زحام العصر”

اعداد وتصميم صوت المرأة 👇

بقلم ✍️ فاطمة سيد أحمد العامرية

💭 وسط زحمة الحياة، في صوت بيحاول يخرج…

صوت بيعبر عنك، عن إحساسك، عن حلمك اللي لسه مستني النور 💡

ده مش مجرد كلام… دي مساحة حقيقية ليكي، فيها بنسمع، بنحس، وبنكتبك.

📥 متاح PDF مجاناً

اقريه من هنا 👇

حمل مجانا كتاب على خطى الرسول: أطفالنا مستقبلنا”

– للمزيد اتبع الرابط التالي – https://nesral3roba.com/?p=128294

مغامرات عامر ومروان في رمضان!

كل عام وانتم بخير ♥️🥰

جاهزين تعيشوا المغامرة مع عامر ومروان؟  قصص مشوّقة وأحداث رمضانية ممتعة بانتظاركم!