بقلم فضيلة الشيخ/ أحمد تركى
ولد الإمام الشاطبي – رحمه الله – ضريرا عام 538 هجرية بالأندلس ، وبعد أن أتقن القراءات السبع للقرآن الكريم ، ذهب للحج وفى عودته أستقر في درب الملوخية بالقاهرة ، وأخذ يحفظ الناس القرآن والقراءات السبع ، حيث كان آية من آيات الله تعالى في القراءات ، وهو صاحب المنظومة الشاطبية ، وهي قصيدة لاميه اختصرت التيسير في القراءات السبع ، وقد لقيت إقبالاً منقطع النظير , ولا تزال حتى اليوم هي العمدة لمن يريد إتقان القراءات السبع ، ويبلغ عدد أبياتها 1173 بيتا من الشعر .
كتب الإمام منظومته في قرطاس وجعل يطوف بها حول الكعبة مئات المرات ، وهو يقول : يارب ، إن كنت قد قصدت بها وجهك فاكتب لها البقاء ..
ومن العجيب والغريب والمدهش أنه لم يكتفِ بهذا ، بل وضعها في قارورة وختم عليها وألقاها في البحر ، ثم دعا الله تعالى أن يبقيها وينقذها إن كانت خالصة مخلصة يريد بها وجهه تعالى ، وان كانت غير ذلك فلا تعود أبدا .. !!
ودارت الأيام ، وإذا بصياد يصيد السمك ، ويجد القارورة بين السمك فيفتحها ، فيجد فيها ورقة فيها قصائد في القراءات ، فيقول في نفسه : والله لايعلم بها إلا الإمام الشاطبي ، سأذهب إليه واسأله عنها ، وحينما دخل على الإمام ، وذكر له ما وجد في البحر ، قال له الإمام : افتحها واقرأ مافيها ، فبدأ الصياد يقرأ والإمام الشاطبي يبكي !! وهو يحمد الله ويشكره أن رد اليه منظومته على هذا النحو المعجز !!
أحمتوفي الإمام وعمره 52 عاماً في عام 590 هجرية ، ودفن في تربه القاضي الفاضل بالقرب من سفح جبل المقطم بالقاهرة وقبره مشهور ومعروف .