صوت المرأة في المجتمع المصري” “قراءة فلسفية في الوجود والمعنىٰ”
بقلم: د. عزة محمود علي ..
في قلب المجتمع المصري؛ حيث يتقاطع التاريخ بالحاضر، والعادات بالحداثة، يتردد “صوت المرأة” بين الصمت والصدىٰ، بين القيد والتحرر. ليس الصوت هُنا مجرد تعبير لغوي، أو حضور اجتماعي؛ بل هو تمظهُر لوجود إنساني عميق يتشابك مع مفاهيم فلسفية كـ”الهُوية”، و”الحُرية”، و”الاعتراف”، و”المُقاومة”. يعالج هذا المقال مسألة صوت المرأة المصرية من منظور فلسفي، لا كمسألة حقوقية فقط، بل كمعضلة وجودية تتعلق بالكينونة والتمثيل، والإرادة، والوعي. نستعرض تاريخ خفوت هذا الصوت، ومسارات صُعوده، وأشكال إسكات النساء، ومقاومتهن لذلك الإسكات، ضمن بِنىٰ ثقافية، ودينية، واقتصادية مركبة.
أولًا: ما معنى “الصوت” فلسفيًا؟ الصوتُ في الفلسفة لا يُختزل في النطق أو اللفظ، بل يُفهم كـ تجسيد للكينونة، فإن الكائن البشري لا “يكُون” إلا عبر الإفصاح، والصوت هو مظهر من مظاهر “الكشف” عن الذات.
كما يُعد الصوت وسيلة للاعتراف: كما يرىٰ “أكسيل هونيث”، فإن الصوت هو شرط للاعتراف الاجتماعي، واللا اعتراف هو شكل من أشكال التهميش. كما يعتبر الصوت فعل مقاومة في نظر” ميشيل فوكو”، فالصوت ليس بريئًا ولا مُتهمًا؛ بل يقع ضمن شبكات القوة والمعرفة، والصمتُ المفروض هو تقنية سلطة. والصوتُ علامة علىٰ الوجود الأخلاقي والسياسي، فإن الفعل السياسي الحقيقي يبدأ حين يظهر الإنسان ويُسمَع صوته.بناءً علىٰ ذلك، فإن صوت المرأة في مصر ليس فقط خطابًا فرديًا، بل إعلان عن حضورها كذاتٍ عاقلة، ومسؤولة، ومؤثرة.
ثانيًا: جذور تهميش صوت المرأة المصرية: منذ العصور القديمة، حظيت المرأة المصرية بمكانة معتبرة في بعض الحِقب (مصر القديمة كمثال)؛ إلا أن التحولات السياسية والدينية والاجتماعية منذ الفتح العربي، ثم العثماني، وحتىٰ العصر الحديث، أدت إلىٰ:
1. تقييد المجال العام لصوت المرأة؛ حيث اقتصر الخطاب العام والديني علىٰ الذكور.
2. فرض الأدوار النمطية: حصر المرأة في دور الأم والزوجة فقط.
3. تأويلات دينية أبوية: وظّفت بعض تفسيرات النصوص الدينية لقمع أصوات النساء،
رغم أن الإسلام لم يُقر تلك التفسيرات.
4. الاقتصاد الذكوري: منع النساء من الاستقلال الاقتصادي، ما حدّ من استقلالهن الصوتي والفكري. هكذا أصبح “صوت المرأة” مشكوكًا فيه، وخارجًا عن السياق المقبُول اجتماعيًا.
ثالثًا: أنماط إسكات صوت المرأة: من المتعارف عليه إن السلطة لا تُمارَس فقط بالقوة، بل عبر “الإسكات الرمزي”، ويتجلّىٰ ذلك في مصر عبر:
1. الصمت المفروض اجتماعيًا: خاصةً في القرىٰ والمناطق المحافظة.
2. الرقابة علىٰ الخطاب: المرأة التي تتحدث بصراحة تُوصف بـ”الوقاحة”.
3. السُخرية من الطموح: التقليل من شأن أحلام النساء أو وصفها بالرغبات والأحلام الوهمية” أو بعبارة أخرىٰ “دلع النساء” 4. قوانين تقييد الحضور: كغياب القوانين التي تحمي النساء من العنف الأسري.
5. تشييء الصوت الأنثوي: خاصةً في الإعلام؛ حيث يُستغل الصوت لجذب الانتباه لا لنقل الأفكار.
رابعًا: مُقاومة الصمت… كيف استعادت المرأة المصرية صوتها؟ رغم كل أشكال الإقصاء، فإن المرأة المصرية لم تكُن صامتة؛ بل طوّرت أشكالًا متعددة للمقاومة:
1. الخطاب الأدبي والفني: أديبات مثل مي زيادة، سكينة فؤاد وغيرهن، ومطربات مثل أم كلثوم، استخدمن الصوت والكتابة لكسر الصمت.
2. النشاط الاجتماعي والسياسي: من هدى شعراوي، وسيزا نبراوي، إلىٰ الناشطات المعاصرات، انخرطت المرأة في معارك من أجل التمثيل القانوني والحقوقي.
3. الخطاب الرقمي: من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت النساء قادرات علىٰ التعبير عن آرائهن بعيدًا عن مؤسسات الرقابة التقليدية.
4. الفلسفة النسوية: أسهمت المرأة المصرية أيضًا في بلورة خطاب نقدي حول النوع الاجتماعي والجسد والمعنىٰ، بشكل يفرض الاعتراف بها كمفكِّرة لا مجرد متحدثة.
خامسًا: صوت المرأة كتمرد علىٰ النسق الأبوي: وفقًا للفيلسوف “بيير بورديو”، فإن الهيمنة لا تُمارس فقط بالقوة، بل من خلال “العُنف الرمزي”، أي جعل المقمُوع يتبنىٰ من تلقاء نفسه صمته. لذا، فإن استعادة الصوت هو تحرر من هذا العنف. مثال: حين ترفض امرأة مصرية أن تُنعت بأنها “ناقصة عقل ودين”، فإنها لا تُدافع عن ذاتها فقط، بل عن حقها في تعريف نفسها، أي أنها تمارس الفلسفة،
وتفكر في شروط وجودها. سادسًا: المرأة المصرية وصوت الحداثة: مع التحولات الثقافية والاقتصادية في القرن العشرين والواحد والعشرين، بدأ صوت المرأة يدخل في فضاءات جديدة: البرلمان والقانون: تمثيل سياسي نسائي غير مسبوق. الإعلام والدراما: تناول قضايا التحرش والعنف والمساواة. العمل والتعليم: تجاوز المرأة لحدود المنزل التقليدي. الخطاب الديني النقدي: نساء يتحدثن بجرأة داخل الحقل الديني نفسه.
كل هذا يشير إلى أن صوت المرأة المصرية لم يعُد مجرد “صوت نسائي”، بل صوت إنساني كامل، قادر علىٰ النقد والمساءلة والإبداع.
سابعًا: تحديات أمام حرية الصوت: رغم ما تحقق لصوت المرأة، لا تزال هناك موانع فلسفية وثقافية:
1. ازدواجية المجتمع: مجتمع يدّعي التقدم لكنه يخشىٰ صوت المرأة.
2. تجريم التعبير: كثير من النساء يُعاقَبن اجتماعيًا علىٰ جرأتهن.
3. تشييء الحُرية: تصوير حرية المرأة علىٰ أنها “تحرر أخلاقي” فقط.
4. عدم الاعتراف بالألم الأنثوي: كأن معاناة النساء لا تستحق صوتًا، إلا إذا أجاز المجتمع ذلك.
ثامنًا: نحو فلسفة صوت نسوي مصري: ليس المطلوب أن “تُقلد” المرأة الرجل في حديثها، بل أن تطوّر فلسفة صوتها الخاصة: صوتٌ لا يخجل من العاطفة. صوتٌ يربط الخاص بالعام. صوتٌ يعترف بالحقوق والواجبات. صوتٌ يعترف بالمساواة في إطار الأنوثة. صوتٌ يعترف ب حُرية التعبير في إطار احترام الوجود الذكوري. صوتٌ لا يخاف من الفلسفة، بل يمارسها كحياة. إن الصوت النسوي المصري هو مشروع فلسفي مفتوح، يُعيد طرح أسئلة الكينونة، والمساواة، والعدالة، والحق في المعنىٰ.
“صوت المرأة” في المجتمع المصري ليس قضية فرعية، بل مرآة لمدىٰ تحرر المجتمع نفسه من الخوف، ومن أبوية وذكورية السُلطة والمعنىٰ. حين تتكلم المرأة ب حُرية، فإن المجتمع كله يبدأ في إعادة تعريف ذاته.
1-صوت المرأة..أسرار لا تُحكى: كيف تغيّر المرأة العالم من خلف الستار
“للمزيد: اضغطي هنا- https://nesral3roba.com/?p=131433
2 صوت المرأة ..السر وراء النجاح والتألق بين إيديك!
سيدتي، قوتك في صوتك، وتألقك في حضورك!
لا تفوّتي الفرصة لمعرفة كيف تصنعين الفرق!اضغطي هنا
صوت المرأة فبراير 2025: السر وراء النجاح والتألق ينتظرك!”
3 – صوت المرأة: هل أنتِ جاهزة لاكتشاف أسرار رمضان؟
اقرئي صوت المرآة كاملًا: https://nesral3roba.com/?p=132293
4_صوت المرأة المصرية أبريل مش بس مسموع… ده بيهز العالم!
من الفن للسياسة، من الإعلام للعلوم، هي دايمًا في الصفوف الأولىصوتها = إبداع + قوة + تغيير
اقروا عن النماذج الملهمة دي في جريدة #نسر_العروبة
من هنا:
5 – صوت المرأة مايو هل تجرؤين على اكتشاف أسرار ممكن تغيّر حياتك؟
من التربية للعلاقة الزوجية، ومن الصحة النفسية لأسرار ما بين السطور!
في حلقة قوية مع منى الشاذلي، هتسمعي كلام مش عادي عن صوتك، حقوقك، واختياراتك!
صوت المرآة
6-“في كل زاوية من حياتنا… هناك امرأة تكتب التاريخ!”
اقرأ صوت المرأة كامل من هنا:
حمل مجانا كتاب على خطى الرسول: أطفالنا مستقبلنا”
– للمزيد اتبع الرابط التالي – https://nesral3roba.com/?p=128294
مغامرات عامر ومروان في رمضان!
كل عام وانتم بخير
جاهزين تعيشوا المغامرة مع عامر ومروان؟ قصص مشوّقة وأحداث رمضانية ممتعة بانتظاركم!
اترك رد
View Comments