مشهدين غيروا التاريخ: احتواء خديجة… ودعم زكريا لمريم!

مشهدين غيروا التاريخ: احتواء خديجة… ودعم زكريا لمريم!
مشهدين غيروا التاريخ: احتواء خديجة… ودعم زكريا لمريم!

مشهدين غيروا التاريخ: احتواء خديجة… ودعم زكريا لمريم!

لم يكن دور المرأة في الرسالات السماوية يومًا دورًا هامشيًا أو ثانويًا؛ بل كانت شريكة في بناء الطمأنينة، صانعة للسكن، ومعينة على حمل أثقل الرسالات. وعندما نقرأ خوف الأنبياء وبشرية المشاعر التي عاشوها، ندرك أن الحكمة الإلهية أرادت أن تُظهر لنا قيمة الشريك الصادق الذي يرمّم الروح في لحظات الانكسار.

أولًا: خوف سيدنا محمد ﷺ بعد نزول الوحي… واحتواء السيدة خديجة

عندما نزل جبريل لأول مرة على النبي ﷺ في غار حراء، عاد إلى خديجة يرتجف قلبه ويقول:
“زملوني، زملوني”
ثم قال لها بصدق إنساني مؤثر:
“لقد خشيت على نفسي.”

الخوف هنا لم يكن ضعفًا، بل كان رهبة البداية، ومسؤولية الوحي، وصدمة اللقاء الأول بالملك جبريل.

وهنا يظهر الدور الحقيقي للزوجة الشريكة: لا صوت لِعيب… ولا لوم… ولا خوف مقابل خوف.
كانت خديجة مدرسة في الاحتواء، قالت له كلمات خُلّدت إلى يوم الدين:

“كلا والله لا يخزيك الله أبدًا؛ إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق.”

كلمات لم تُسكّن خوفه فقط، بل أعادت بناء ثقته بنفسه، رسّخت بداخله أن الله اختار قلبًا ثابتًا، وأن لديه من صفاء النفس ما يجعله أهلًا للرسالة.

هذا هو دور الزوجة الحقيقية:
أن تكون سندًا عند الارتباك، و عقلًا هادئًا عند اضطراب الدنيا، و مرآةً تُذكّر بالرؤية عندما تعمي الأحداثُ البصرَ والبصيرة.

ثانيًا: السيدة خديجة… ليست زوجة فقط، بل شريكة رسالة

  • كانت أول من آمن به.
  • وأول من صدّقه.
  • ووضعت مالها كله تحت قدميه لخدمة الدعوة.
  • واحتضنت ضعفه الإنساني قبل أن يقف العالم كله بين يديه.

إنها رسالة واضحة:
البيوت الناجحة لا تُبنى على المال، بل على امرأة تعرف كيف تكون وطنًا.

لغة الحماية والأمان: درس من سيدنا موسى إلى حياتنا اليومية – للمزيد اتبع الرابط التالي – https://www.nesral3roba.com/?p=139225


ثالثًا: سيدنا زكريا والسيدة مريم… دعم روحي من نبي لامرأة مصطفاة

في كل مرة كان سيدنا زكريا يدخل على مريم في المحراب، يجد رزقًا لم يكن موجودًا، فيسألها:
“يا مريم أنّى لكِ هذا؟”
فتقول:
“هو من عند الله.”

هنا لم يفقد زكريا ثقته بها، لم يشكّ، ولم يقل كلمة تجرح نقاءها. بل رأى الكرامة الإلهية بعين المؤمن، فازداد إيمانًا… ودعا الله بالولد.

كان سندًا هادئًا، يتعامل مع امرأة عابدة طاهرة بكل احترام وتقدير، مؤمنًا بمكانتها عند الله.

الدعم الروحي ليس وظيفة نسائية فقط، بل هو مسؤولية مشتركة:

  • خديجة دعمت محمدًا.
  • وزكريا دعم مريم.

وهكذا تتكامل القصة:
الدين لم يجعل الاحتواء حكرًا على جنس دون آخر؛ بل جعله سلوكًا إنسانيًا يرفع مقام صاحبه.


الخلاصة:

في لحظة خوف سيدنا محمد، كانت امرأة هي بداية الثبات.
وفي لحظة تكريم السيدة مريم، كان رجل صالح هو مرآة الطمأنينة.

الرسالة واضحة لكل زوج وزوجة اليوم:
الشراكة ليست كلمة… الشراكة موقف عند السقوط، ويد تُمسك قبل الانهيار، وقلب يفهم قبل أن يطلب التفسير.

وما بين خديجة ومريم… وما بين محمد وزكريا…
تتشكّل أعظم دروس الحياة الزوجية:
أن تكون شريكًا يعيد للروح قوتها، لا عبئًا يزيد عليها.