🌟 طفلة الشيبسي والفقير المنسي.. حينما يتحول الخير إلى استعراض إعلامي

🌟 طفلة الشيبسي والفقير المنسي.. حينما يتحول الخير إلى استعراض إعلامي
🌟 طفلة الشيبسي والفقير المنسي.. حينما يتحول الخير إلى استعراض إعلامي

🌟 طفلة الشيبسي والفقير المنسي.. حينما يتحول الخير إلى استعراض إعلامي

قد يظن البعض أن المواقف الصغيرة تمر مرور الكرام دون أثر، لكن الحقيقة أن الله سبحانه وتعالى يجعل من أبسط الأفعال وسيلة لرفع ذكر عبدٍ من عباده. ومشهد الطفلة التي تنازلت عن كيس الشيبسي لتعطي ثمنه لرجل فقير ليس مجرد موقف عابر، بل رسالة إلهية تقول لنا: الخير ما زال حاضرًا في أمة محمد ﷺ.

ومع أن الموقف يعكس براءة الطفولة ونقاء الفطرة، إلا أن ما تلاه من ضجة إعلامية أظهر وجهًا آخر للقصة، وجهًا يُسلّط الضوء على الطفلة وحدها، بينما غاب صاحب الحاجة، ذاك الفقير الذي كان أصل الحكاية، ليبقى في شقاء الطرقات دون التفات أو رعاية.

بين الصورة والحقيقة

ما حدث يعكس خللاً واضحًا في أولويات المجتمع والإعلام:

  • التركيز على الصورة وتجاهل الحقيقة.
  • الاحتفاء بالحدث الظاهري، وترك أصل القضية وهو الفقر والعوز.
  • تحويل موقف إنساني فطري إلى مادة تجارية واستعراض إعلامي.

فالطفلة كُرِّمت وأُعطيت ألقابًا رنانة مثل “سفيرة”، بل وسعت شركات لوضع صورتها على منتجاتها، بينما الفقير الذي كان سبب القصة ظل يعاني بصمت، وكأن معاناته لا تستحق الذكر.

جوهر التكريم الحقيقي

التكريم الحقيقي عند الله لا يكون بالتصفيق ولا بعدسات الكاميرات، بل بـ:

  • تكريم الطفلة لفطرتها النقية.
  • وتكريم الفقير برفع حاجته وصون كرامته.

المجتمع لا يستقيم إن عالج المظاهر وترك الجذور، ولا ينهض إن اكتفى بالشو الإعلامي وتجاهل الفقر الذي يفتك بأبنائه.

قال رسول الله ﷺ: «هل تُنصرون وتُرزقون إلا بضعفائكم؟»، وفي ذلك دلالة واضحة أن البركة والنصرة تأتي من رعاية الفقراء والمحتاجين، لا من الألقاب ولا من الأضواء الزائفة.

قصة الطفلة والفقير لم تكن مجرد مشهد عابر، بل مرآة عكست واقعًا يحتاج إلى تصحيح. فالتكريم الحقيقي لا يكون بتمجيد الصور ولا بتلميع المواقف، وإنما بستر الفقراء ورعاية الضعفاء وإغاثة المحتاجين.

﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ۝ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ۝ وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ ﴾ [الماعون].

فلنعد البوصلة إلى حقيقتها، ولنجعل من هذه القصة دعوة لإحياء الضمير، لا مجرد فرصة لالتقاط الصور.