🏺 تماثيل الأوشابتي تزيّن متحف آثار الغردقة.. أسرار خدم المصريين القدماء في العالم الآخر
في جولة ساحرة داخل متحف آثار الغردقة، تلفت الأنظار مجموعة نادرة من تماثيل الأوشابتي التي تُعد من روائع الفن المصري القديم، وتكشف جانبًا مدهشًا من معتقدات المصريين حول الحياة بعد الموت.
هذه التماثيل الصغيرة، رغم حجمها المحدود، تحمل وراءها قصة كبيرة عن الإيمان، الفن، والدقة الفائقة التي تميّز بها المصري القديم.
✨ أسرار الأوشابتي.. خدم العالم الآخر
كلمة أوشابتي مشتقة من الفعل المصري القديم “وشب” أي “يُجيب”، إذ كان المصريون القدماء يعتقدون أن هذه التماثيل ستقوم مقام المتوفى في أداء الأعمال والخدمات داخل العالم الآخر.
ففي معتقداتهم، عندما يُستدعى المتوفى لأداء مهمة ما بعد الموت، “يُجيب” الأوشابتي نيابة عنه ليعمل بدلًا منه.
🎨 فن راقٍ ومواد نادرة
تُعرض داخل المتحف تماثيل مصنوعة من الفاينس الأزرق اللامع الذي اشتهر في عصر الدولة الحديثة، حيث استخدم الفنانون القدماء ألوانًا زاهية ورموزًا دقيقة لتجسيد الملامح والأزياء المصرية القديمة.
كما تنوعت خامات الأوشابتي بين الحجر، الخشب، البرونز، والفخار، لكن الأكثر تميزًا كانت تلك المصنوعة من الفاينس الأزرق أو الأخضر، والمزينة بنقوش من كتاب الموتى، خاصة الفصل السادس الذي يتضمن تعويذة لمساعدة المتوفى في أداء مهامه بالآخرة.
📜 من تمثال واحد إلى مئات
يشير الأثريون إلى أن عدد تماثيل الأوشابتي في المقبرة تطور عبر العصور، فبدأ بتمثال أو اثنين في عصر الدولة الوسطى، ثم وصل في نهاية الأسرة الثامنة عشرة إلى 365 تمثالًا بعدد أيام السنة، قبل أن يتجاوز 403 تماثيل في الدولة الحديثة، لكل منها وظيفة محددة.
أما في مقبرة الملك توت عنخ آمون فقد عُثر على نحو 420 تمثالًا، ما يعكس مدى تقديس المصريين القدماء لهذه الرموز.
🏛️ تحفة فنية داخل متحف الغردقة
يحتضن متحف آثار الغردقة الآن مجموعة رائعة من تماثيل الأوشابتي الزرقاء التي تُعد من أجمل النماذج الدالة على عبقرية الفنان المصري القديم، فهي تجمع بين الجمال الفني والدقة الرمزية، وتشهد على عظمة حضارة لا تنتهي.