💔 أم تحارب الثأر في الصعيد بعد أن فقدت ابنها بسببه.. من الألم وُلدت مبادرة “صعيد بلا ثأر”

لم يكن صباح ذلك اليوم عاديًا بالنسبة لـ أماني أبو سحلي، حين ودّعت ابنها الوحيد ساهر وهو في طريقه إلى المدرسة بمركز فرشوط بمحافظة قنا، دون أن تعلم أن تلك المرة ستكون الأخيرة.
ففي لحظات قصيرة، تحوّل طريق المدرسة إلى ساحة دم بعد أن فتح مسلحون النار على ساهر (16 عامًا) وثلاثة من أصدقائه، في حادث ثأر مؤلم استهدف أبناء عائلته بسبب نزاع قديم يعود إلى عام 2010.

محتوي المقالة

🔹 من مأساة الفقد إلى رسالة سلام

🕊️ مبادرة نسائية من قلب الصعيد

⚖️ التحديات.. والعزيمة التي لا تنكسر

🌟 محامية وناشطة من أجل مجتمع أفضل

تحية لكل فتاة قررت تتعلم وتعلم غيرها.. وتكتب قصة نجاحها بإيدها

1-صوت المرأة..أسرار لا تُحكى: كيف تغيّر المرأة العالم من خلف الستار

2 صوت المرأة ..السر وراء النجاح والتألق بين إيديك!

3 – صوت المرأة: هل أنتِ جاهزة لاكتشاف أسرار رمضان؟

4_صوت المرأة المصرية أبريل مش بس مسموع… ده بيهز العالم!

5 – صوت المرأة مايو هل تجرؤين على اكتشاف أسرار ممكن تغيّر حياتك؟

6-“في كل زاوية من حياتنا… هناك امرأة تكتب التاريخ!”

7- صوت المرأة شهر يوليو حسيتي يوم إن صوتك بيتكتم؟ أو إنك عايزة تحكي ومفيش اللي يسمعك؟

9/صوت المرأة – شهر سبتمبر

هدايا خاصة للقارئات

حمل مجانا كتاب على خطى الرسول: أطفالنا مستقبلنا”

مغامرات عامر ومروان في رمضان!

🔹 من مأساة الفقد إلى رسالة سلام

بعد الحادث المفجع عام 2015، غرقت أماني في حزن عميق، بينما بدأ شباب العائلة يستعدون للأخذ بالثأر. إلا أنها، وسط نيران الغضب والحزن، اختارت طريقًا مختلفًا.
رفضت أماني فكرة الانتقام، ووقفت بشجاعة أمام عائلتها قائلة:

“دم ابني مش هيغسل دم، الثأر مش هيخلّص القصة.. هيكررها.”

ولمّا اشتد الخلاف داخل العائلة بين مؤيد للثأر ورافض له، قررت السفر مع زوجها النائب حمزة أبو سحلي إلى السعودية لأداء العمرة. وبعد عودتهما، تحوّل الألم إلى دافع للعمل، لتطلق أماني مبادرتها الشهيرة “صعيد بلا ثأر”، بهدف إنهاء دوامة الدم التي أرهقت القرى والمجتمعات في صعيد مصر.

🕊️ مبادرة نسائية من قلب الصعيد

لم تكتفِ أماني بالمشاركة في الصلح، بل أسست لجنة نسائية تشارك فيها سيدات من مختلف القرى، يتولين التواصل مع العائلات المتخاصمة، وتقديم واجب العزاء، وتنظيم جلسات حوارية لشرح مخاطر الثأر على الأبناء والمجتمع.
تقول أماني إن المرأة في الصعيد “ليها كلمة مسموعة جوه البيت”، وإن دورها في إقناع الرجال بالصلح أقوى مما يتخيله البعض.

وتعمل أماني على بناء الثقة بين العائلات المتنازعة عبر لقاءات مباشرة بإشراف من الأجهزة الأمنية، مع تعهد الأطراف بعدم العودة إلى العنف.

⚖️ التحديات.. والعزيمة التي لا تنكسر

واجهت أماني مقاومة شديدة من المجتمع في البداية، إذ كانت فكرة أن تتصدر امرأة مشهد الصلح في قضايا الثأر أمرًا غريبًا على العادات المحلية.
لكنها لم تتراجع، واستطاعت بمرور الوقت كسب احترام الجميع بعد أن نجحت في إنهاء العديد من الخصومات التي استمرت سنوات.

تقول أماني:

“مش لازم الثأر يكون مصيرنا.. إحنا نقدر نغيّر بعقلنا وصبرنا، مش بس بسلاحنا.”

🌟 محامية وناشطة من أجل مجتمع أفضل

بعيدًا عن المبادرة، تعمل أماني محامية وناشطة مجتمعية، وتشغل منصب أمين عام حزب حماة الوطن في فرشوط. وهي من الوجوه البارزة في دعم مشروعات التنمية والبنية التحتية في قرى قنا، إلى جانب نشاطها في قضايا تمكين المرأة.

تحولت أماني أبو سحلي من أم مكلومة إلى رمز للسلام في الصعيد. رفعت شعار “كفى دمًا”، وحوّلت حكاية فقد مؤلمة إلى رسالة أمل تُضيء طريق النساء في مواجهة العادات التي تحكم بالموت بدل الحياة.
قصة أماني تذكّرنا أن قوة المرأة لا تُقاس بما تتحمله، بل بما تغيّره في مجتمعها.