ان استدامة العبد على النهج المستقيم والمداومة على الطاعة من أعظم البراهين على القبول قال تعالى : ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) .
فيجب أن تستمر النفوس على نهج الهدى والرشاد كما كانت في رمضان فنهج الهدى لا يتحدد بزمان وعبادة الرب وطاعته يجب أن لا تكون قاصرة على رمضان .
قال الحسن البصري – رحمه الله – : (إن الله لم يجعل لعمل المؤمن أجلا دون الموت ثم قرأ : ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ).
ولتعلم أن من صفات عباد الله المداومة على الأعمال الصالحة ( الذين هم على صلاتهم دائمون ) و ( والذين هم على صلواتهم يحافظون ) .
بل اعلم أن رب رمضان هو رب بقية الشهور والأيام، وأنه رب الأزمنة والأماكن كلها… فاستقم الى ان تلق هو عنك راض قال تعالى (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ) .
وقال صلى الله عليه وسلم : (قل آمنت بالله ثم استقم ) رواه مسلم .
-فلئن انتهى صيام رمضان فهناك صيام النوافل كالست من شوال والاثنين والخميس والأيام البيض وعاشوراء وعرفة وغيرها.
- ولئن انتهى قيام رمضان فقيام الليل مشروع في كل ليلة :(كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ) .
- ولئن انتهت صدقة وزكاة الفطر.. فهناك الزكاة المفروضة… وهناك أبواب للصدقة والتطوع والجهاد كثيرة ومفتوحة.
وقراءة القرآن وتدبره ليست خاصة برمضان… بل هي في كل وقت..
وهكذا فالأعمال الصالحة في كل وقت وكل زمان… فاجتهد أخي في الطاعات.. وإياك والكسل والفتور… فإن لم تستطع العمل بالنوافل… فلا يجوز لك أبدا أن تترك الواجبات وتضيعها كالصلوات الخمس في أوقاتها..ومع الجماعة وغيرها ..
ولا أن تقع في المحرمات من قول الحرام… أو أكله أو شربه..أو النظر إليه واستماعه.
فالله الله بالإستقامة والثبات على الدين في كل حين…فلا تدري متى يلقاك ملك الموت فاحذر أن يأتيك وأنت على معصية..
واعلم أن البركة في المداومة … فمن حافظ على قراءة جزء من القران كل يوم ختمه في شهر… ومن صام ثلاثة أيام في كل شهر فكأنه صام الدهر كله … ومن حافظ على ثنتي عشرة ركعة في كل يوم وليلة بنى الله له بيتا في الجنة… وهكذا بقية الأعمال ….
- عليك أن تتذكر أنه لا يحسن بمن داوم على عمل صالح أن يتركه .
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل ” رواه البخاري ومسلم .
ثم – اياك – ..
- إياك أخي أن تنقض غزلك وتنكث توبتك وتخلف عهدك مع الله تعالى وتهدم بناء التقوى الذي بنيته بلبنات الطاعة في هذا الشهر الكريم بمعول المعصية والذنب.
- إياك أن تستبدل تلاوة القرآن الكريم وسماعه بسماع صوت الشيطان
الغناء ومشاهدة الأفلام والمسلسلات الساقطة. - إياك وهجر القرآن بعد أن جعلته صاحبا لك في هذا الشهر العظيم وأنعم به من صاحب.
- إياك ونسيان ربك بعد أن فتح لك أبواب رحمته في هذا الشهر الكريم …
اخيرا …
هنيئا لمن سابق فسبق …………. هنيئا لمن تاب وأناب وقُبل
هنيئا لمن أحب الله فأحبه الله
اسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وسائر الطاعات وأعاد علينا وعلى أمة الإسلام هذا الشهر بالقبول والغفران .. والصحة والسلام.. والأمن والأمان .. وعز الإسلام