دعوة لنمذجة المدارس بشكل رقمي مستقبلًا لطفولة مبكرة مُبْدِعَة في ظل تحديات القرن الحادي و العشرين

WhatsApp Image 2020 06 14 at 6.22.37 PM

تكتب: الدكتورة عصمت خورشيد (مدرس مساعد -قسم رياض الأطفال- كلية التربية -جامعة طنطا)

لقد شَهِدَ القرن الحادي و العشرين تطورًا محوظًا في مجموعة من التغيرات الاجتماعية ، و الاقتصادية ، و الفكرية التي لم يشهدها التاريخ الإنساني من قبل ؛ مما دعا إلى ضرورة مراعاة هذه التغيرات التي لابد أَنْ يكون لها أثرًا فاعلًا على فلسفة ، و أدوار التعليم و التعلم للطفل العربي و الأفريقي على حد السواء ، و خاصةً في مرحلة الطفولة المبكرة.
” وَمِنْ ثَمَّ أصبح حتميًا على النظام التعليمي في هذا القرن توفير بيئة تعليمية عادلة تساير هذا التغير ؛ بما يدعم تطوير و تنمية المهارات الذاتية ، و الاجتماعية، و التعليمية، و إعداد الأطفال ليكونوا مواطنين مُنْتِجِين مُسْتَقْبَلًا؛ لذلك أصبح الغرض الأساسي من التعليم هو تنمية القدرات الأساسية التي ترتكز على التَعَلُّم أكثر من التعليم ، و تدعم قيم التعددية ، و احترام الآخر ، و التحول من التفكير في الذات إلى التفكير في الآخر ؛ للوصول إلى التعايش الإيجابي على أسس تتمثل في القيم ، و الاحترام ، و التنوع .
وَ مِنْ ثَمَّ لابد من نمذجة المدارس بشكل يُلَبِّي نظرية التعلم الحديثة ؛ بحيث تُقَدِّم النماذج الأدبية الرقمية بدءً من مرحلة الطفولة المبكرة في كافة جوانب العملية التعليمية ؛ فَلِكُلِّ طفلٍ الحق في الوصول إلى العالم الرقمي بطريقة إبداعية ومعرفة وبدون خوف؛ لذلك يجب تهيئة بيئة رقمية مناسبة للطفولة؛ كما يشير “د. أنجراد رودكين ، جامعة ساوثهامبتون” على أَنَّه” يجب على الحكومة أن تجمع بين البحوث الحالية وتمول الأبحاث الجديدة لخلق صورة مستنيرة وشاملة للطفولة الرقمية، و النظر في طبيعة الغرض المُسْتَفَاد من التفاعلات الرقمية للأطفال، بحيث تأخذ في الاعتبار الاحتياجات المحددة للأطفال الضعفاء ، و النظر في الآثار التنموية للحياة رقميا من الطفولة داخل الفئات العمرية التنموية التالية: الطفولة ( 3-5 ، 6-9 ، 10-12 ، 13-15 ، 16- 18 سنة).
كما أكدت وثيقة اليونسكو على الرؤية الجديدة للتعليم نحو عام (2030) على ضرورة ضمان إتاحة فرص عن التعلم ،و التعليم والتدريب ؛بتعزيز العلوم والتكنولوجيا والابتكار. ويجب تسخير تكنولوجيات المعلومات والاتصالات لتعزيز نُظم التعليم، وتعزيز نشرالمعرفة وإمكانية الحصول على المعلومات، وفعالية تقديم االخدمات، بالإضافة إلى رؤيتهم في تغيير حياة الناس عن طريق التعليم مع التركيز على التعليم الجيد للتنمية المستدامة ؛ بضمان التعليم الجيد المُنْصِف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع.