اعاداد / احمد عبدالله
حديث رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم:
“إتَّقوا فراسةَ المؤمن فإنه ينظرُ بنور الله”.
فإذا كانت العين لا تُبصر ما حولها من أشياء إلا بوساطةٍ من الضوء المنعكس عن هذه الأشياء، فإن المؤمن إذ ينظر إلى هذه الأشياء فإنه يراها بنور الله تعالى منعكساً عنها بحقائق لا سبيل للوقوع عليها إلا بهذا النور الإلهي اللطيف.
وبذلك يكون
“العارف بالله”
هو الذي يعرف الأشياء لا بوساطةٍ من العقل، الذي لا قدرةَ له على معرفة الأشياء على ما هي عليه حقاً وحقيقة وذلك طالما لم يُخلَق هذا العقل ليعرف إلا ما قُدِّر له أن يحيطَ به من علاقات هذه الأشياء بعضها ببعض وتفاعلاتها، ولكن “بالله” الذي هو رب كل شيء.
ولذلك فلا سبيل هناك البتة للمقارنة بين علمٍ قائمٍ على أساسٍ من معرفة الأشياء بالعقل، وآخر يعرفها بالله تعالى.
إذاً فالعارف بالله هو الذي ينظر إلى الأشياء فيراها بنور الله ويعرفها بالله، وهو لذلك يحيط بحقائقها إحاطةً تعز على مَن ينظر إليها بغير نور الله ويعرفها بعقله لا بالله.